02 February, 2015

الأندلس و نثرها الفني

                                                            فيصل أنس 
للأندلس أهمية كبيرة ولها شأن عظيم في تاريخ ملوك الإسلام وإنها تعتبر مرجعا مهما لمن يبتغي مشاهدة حضارة الإسلام وثقافته وعلوشأنه في العلم والأدب. فكانت الأندلس في أيامها مركز علم و أدب وشعر ونثرو فقه و تفسيروالبقية من العلوم والفنون الأخرى. 
بدأت النثر الأدبي العربي في الأندلس قبل أن فتحت. وفي الحقيقة النثر العربي هو كان من أسباب فتحها بحيث القى طارق بن زياد خطبته الوجيزة الشهيرة التي زلزت الجبال واشتعلت ماءالبحار وحرضت قلوب الرجال على القتال فهاجموها وفتحوها وهكذاآمنت الأرض والسماء بقوة النثر الأدبي العربي الأندلسي.
أطوار النثر الأندلسي:  وله ثلاثة أطوار، فالطور الأول كان معتمدا على الخطب والرسائل لأن النثر كان مترقيا آنذاك  في الشرق أيضا. واطور الثاني وطور بداية الثقافة في الأندلس  فتطورالنثر وصنف الكتب في الفنون المختلفة  واشتهر النثارون والكتاب واصبحت الكتابة ذات أهمية في عيون الأمراء. وأما الطورالثالث دورالموحدين والمرابطين وهو دور وسعة الفنون النثرية وكثرة التصانيف.
فالنثر في المرحلة البدائية عبارة عن السذاجة وسهل الألفاظ حاملة المعاني الوجيزة وفي  المرحلة المتوسطة عن النثر الفني من حيث الإنشاء والكتابة والرسائل الفنية والخطابة وفي النهاية عن التكلف والسجع والتورية والتصنع اللفظي المعقد.
فنون النثر الأندلسي: تناول النثر الأندلسى من الفنون المشارقة وهي الخطابة والرسالة والمقامات والتصانيف وأزادرا على التراجم والتواريخ.
الخطابة: كانت وليدةالفتح ووسيلة الدعوةإلى الله من طريقة الوعظ والنصيحة. فكانت تحرض المجاهدين على القتال وتحمل الناس على الصبر والجهاد. وكانت تحمل السذاجة في البداية خالية من السجع قاصدة إلى القلوب مباشرة. ولدينا خطبة طارق بن زياد كنموذج. ولما اكتست الأندلس لباس الثقافة واصبح أهلها آمنين مطمئنين رجع الخطباء إلي المحافل وتعودوا على التكلف والتورية . ومن نموذجه خطبة قاضي عياض "الحمدلله افتتح بالحمد كلامه وفي سورةالبقر أحكامه وفي آل عمران والنساء مائدة الأنعام ليتم إنعامه". ومن أشهر الخطباء طارق بن زياد و عبدالرحمن الداخل و القاضي عياض.
الرسالة: كانت الرسالة الأندلسية لاتختلف عن الرسالة الشرقية في الأسلوب والموضوع والغرض واللغة. فكانت موجزة و سهلة تكتب من الخليفة إلي العمال في البداية ولكنها تطورت بعد ذلك وأصبحت فنا مستقلا وكثرت أساليبها و أنواعها و أقسامها فقسمت بين الديواني والأدبي وكذلك بين الهذلي والجدي. والذين اشتهروا بها هم ابن زيدون و ابن عبدون و ابن برد الأصغر.
المناظرة: هي محاربة كلامية بين الطائفين يظهر فيها القدرة البيانية المفاخرة والبراعة الأسلوبية . والمناظرة هي الخيالية وغير الخيالية. نجد فيها المضامين الممتعة للقرأة كمناظرة السيف والقلم والأرض والسماء والإسلام والكفر. اشتهر بها لسان الدين الخطيب و ابن الأصغر.
المقامة:  جاء بها في الأندلس ابوطاهر التميمي  السرقسطي وكتب "المقامات السرقسطية" ثم كتب ابو محمد الأزدي "مقامة العبد" وللسان الددين مقامات كثيرة السياسسة وغير السياية.
الفنون الأخرى: أما التصانيف في الفنون الأخرى النثرية فهي كثيرة. وقائمةالكتاب والمصنفين الأندلسية طويلة، في الجغرافيا والتاريخ والنقد والتراجم. ومن أهم التصانيف كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه و" التوابع والزوابع" لابن شهيد و"قلائدالعقيان في مجالس الأعيان" ومطمع الأنفس" لفتع بن خاقان و"طوق الحمامة " لابن حزم و "نفخ الطيب" و "سراج الملوك" للطرطوسي و "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لابن بسام و"الغوامس المبهمات" لابن بشكوال.

No comments: